الجميع يجلس في صمت مختبئ في حجرته يتنفسون ببطء وكأنهم يخافون نفاذ الأكسجين، حالة من الرعب تملكتهم لسنوات؛ ينتظرون أي أمل جديد، يلعنون من فعل بهم ذلك، كان يجلس "أريان" في ركن بعيد في أحد الغرف يتمم بكلمات غير مفهومة؛ ولكن كان "أرسلان" يستمع إليه، ويحاول فهم ولو جزء بسيط من كلماته، لقد كان غريب الأطوار وكان "أرسلان" لا يثق به؛ خصوصًا أنه كان يحب الحديث عن الفضاء والنجوم، كان كثير التقرب من "روسلين" والجميع يعلم أن "روسلين" صديقة "ميا" المفضلة وتشاركها في جميع التجارب، لم يكن لدى "أرسلان" تفسير لعدم ثقته "بأريان"، على النحو الآخر كانت تجلس "ميا" في معملها، تحاول الوصول لحل لينقذهم من هذا الخراب، وإذ بها تجد جاك واقف أمامها!
ماذا جاك؟
هل أنت حي؟
كيف لم تصاب بهذا الڤيروس؟
كيف وأنت من فعلته، لقد أنتشر من خلالك؟
كيف وجدتنا؟
هل تبعك أحد؟
هل تم القبض عليك؟
أخبرني لما تصمت هكذا لما فعلت هذا؟
أخبرتك أنني سأتي بحق "ماريان"!
لا تقف صامت هكذا أخبرني ماذا حدث؟
فجأة يقع "جاك" على الأرض فاقد للوعي؛ تصرخ "ميا" صرخه يسمع لها الجميع كان أول مرة يرتفع بها صوت لديهم وكان صرخة "ميا"، أخذ الجميع أسلحته وأختبأت النساء مع الأطفال، ولكنهم حين دخلوا إليها وجدوا "جاك" ملقى على الأرض وهي بجانبه تتوسل إليه ألا يموت كل ماتقوله توسلات له، لا تمت الآن أريد أن أعرف ماذا حدث، أريد حل لكل هذا الخراب، جاءت روسلين مسرعة لتتفحصه وجدته مزال على قيد الحياة، يخرج منه ذبذبات قوية يجب إخمادها حتى لا يصل إليهم أحد، ألبسته "ميا" الملابس المخصصة لكتم هذه الذبذبات، عمت الفوضى بين الجميع، منهم من يخاف إنتقال الفيروس إليه، منهم من يريد قتله وأخذ ثأر عائلته، منهم من يريد أن يعرف مصيرهم، الجميع تائه، كان "أريان" يراقب كل ما يحدث في صمت تزداد تمتماته بكلمات لا يفهمها أحد، وكان "أرسلان" يخاف أكثر، وقتها قرر "أرسلان" الذهاب لأخبار "روسلين" بما يحدث، ولكن قوة خفية أوقفته عن الحراك، وكأن شيء يجذبة بقوة وغمسة في الأرض، كان يشعر أنه قطعة من الأرض، لا يستطيع الحراك أو الكلام، وفجأة وجد "أريان" أمامه ينظر في عينيه بنظرات ماكرة وتتحول إلى اللون البنفسجي، ويخبره بحقيقته، كم أنت ذكي يا "أرسلان" نعم أنا منهم ولكني أحب "روسلين" جئت معها إلى هنا تخليت عن جنسي وجئت إليكم، أجل التمتمات التي كنت تستمع إليها كانت تواصل بيني وبين أمي، أتعلم شيء أنا الملك المنتظر لكوكب بلوتو، أبي من بدأ هذه الحرب، وأنا من سينهيها، ولكنك لن تكن هنا لتشاهد النهاية الوداع يا صديقي، لا أريد أن تعرف "روسلين" بما حدث، لأنها هي مصدر قوتي، لم تسأل نفسك كيف لم ألتهم أي عقار ومازلت على قيد الحياة؛ لأنني أحبها بصدق سأتخلى عن كل شيء من اجل "روسلين"، سأنهي الحرب من أجل "روسلين"، لن أقتلك، سأكتفي بمسح ذاكرتك ولكن سأجعل عقلك يحتفظ بالسر لحين تريد معرفته، إن حدث لي مكروه فأنت تعلم ما عليك فعله، إنها قوة الحب الصادق، تجلس "ميا" بجانب "جاك"، تقوم "روسلين" بأخذ عينه منه لتقوم بتحليلها، تعمل "روسلين" وكأنها وجدت حل لإيقاف هذه الحرب، أما "ميا" تائهه لا تعرف ماذا تفعل، تعلم أن القدر يخبئ لها المزيد لكنها تدعوا الله أن يلهمها حكمة التصرف ويهديها للحل السليم، فجأة تصرخ "روسلين" صرخة لم تفهمها "ميا"، ذهبت تركض نحوها، ماذا حدث لماذا تصرخين، قالت لها لقد وجدت الحل عرفت لما لم يمت "جاك" رغم أنه من نشر العدوى، علمت كيف لم يمت كل من هم هنا حتى الآن، "ميا" تقف متعجبة من كثرة ثرثرة "روسلين"، هيا قولي ماذا حدث ماذا أكتشفتي، أخبرتها "روسلين" إن معدل ذكائه مرتفع للغاية، ولكن ليست الفكرة في ذلك، ولكنه لديه إرادة قوية في أخذ ثأر زوجتة وأطفاله، لذلك لم يتأثر بشيء، وأنت تريدين الثأر لأختك وتريدين إنقاذ هذا الكوكب لذلك لم تموتي، يجب علينا معرفة سبب صمود الآخرين، العقل عندما يريد شيء بقوة يتمسك به لذلك لا يتأثر بأي قوة أخرى، سنقوم بالتجارب على الجميع لمعرفة سبب عدم تأثره، تقف "ميا" حائرة ماذا يحدث كيف تكن قوة الإرادة هي التي لم تجعلنا نصاب بهذا الڤيروس، لابد أن هناك شيء آخر، "روسلين" تقطع إنشغال عقل "ميا" وتقول لها توقفي أنا أستطيع أن أستمع إلى كل ما يجول ببالك، صدمت "ميا" ماذا تقولي يا "روسلين" لا أعلم لكني أستطيع ذلك، انتِ لا تصدقين ما قولته لكي، كيف عرفت أن أقرأ افكارك كيف لابد أن يستيقظ "جاك" ليخبرنا ما حدث له.
صباح اليوم التالي، استيقظ جاك باكرًا، وجد "ميا' تجلس أمامه على كرسي خشبي وتنظر إليه، قال لها بماذا كنتي تثرثري أمس؟
أثرثر؟! هل تعتقد أن كلامي كان ثرثرة؟
نعم كله هراء لقد كنت أسير بين الفضائين لم يتعرف علي أحد، أو انهم يخافون مني لا أعلم ولكن لا أحد كان يقدر على النظر إلي حتى، كنت أشعر بوجودك ظللت أبحث عنك حتى وصلت إليكي، بدت ملامح الصدمة على وجه ميا وقالت بصوت يشوبه الإندهاش والقلق شعرت بي كيف يحدث هذا؟
ألا ترى ملابسك؟!
إنها تمنع إنتقال الذبذبات، كيف شعرت بي؟!
لأنك اخت "ماريان" كيف لا أشعر بك؟
ظللت أعمل في معملي طيلة السنوات الماضية حتى علمت كيف لم نمت، حديث "روسلين" كان صحيح، ظهرت علامات التعجب على وجه "ميا" وقالت بخوف شديد، كلام "روسلين" أي كلام، أخبرها جاك أنا أقدر على سماع كل شيء حتى عندما أغيب عن الوعي، وحتى وانا نائم ولكني لم أجربه عند موتي يضحك بسخرية وكأن أصابه الجنون، "ميا" بعصبية هل تضحك يا "جاك" هل تسخر من ما يحدث لنا أخبرتك "روسلين" الحل وأعلمي عندما تتمسكين بما تريدين وتزداد إرادتك تزداد قوتك، اعلمي أن قوة إرادتك هي التي ستنقذك، تعجبت "ميا" من كل شيء حولها وفجأة يقع "جاك" على الأرض مستسلمًا للموت ظلت تتفحصه "ميا"؛ حتى علمت أنه قد مات لقد وجدها وأعطاها سر بقائهم لكنها لم تصل بعد كيف ستتخلص من هؤلاء الفضائيون، في ذلك الوقت ذهب إليها "أريان" صباح الخير يا "ميا"، صباح الخير "أريان" أريد أن أخبرك بشيء، ماذا تريد؟ ما هذا لما لا استطيع الحراك؟! تظل ميا تصرخ ولكنها لاتسمع صوت صراخها!! وكأنها معذوله عن العالم لكنها ترى "أريان" يحاول تهدأتها، أخبرها أنه لن يؤذيها مهما حدث، حاولت أن تهدأ لتفهم ما يحدث لها، نعم يا "ميا" أنا منهم لكني أريد مساعدتكم أنا من يحكم كوكب بلوتو أنا من سيتوج على عرش بلوتو في نهاية العام، لكني أحب "روسلين" لذلك سأقف هذه الحرب، ولكني احتاج مساعدتك، لقد سمعت كل ما قاله "جاك" قبل موته، كل كلامه صحيح، أريد أن أضيف لكي أن جنسي يهاب من لديه إرادة قوية، لذلك لم يقدر أحد على قتله أو اخذ مخه، لأنه كان يريد شيء لا يستطيع أحد إيقافه إلا نفسه، الجميع يعلم انك عند إرادة شيء سيعجز الجميع أمام رغبتك القوية لذلك لم يقدر أحد على أذيته، وأنا هنا استطيع العيش بدون اي عقار للبقاء بسبب حب "روسلين"، هي إرادتي وحبي الصادق لها يجعلني قادر على العيش، لقد أعلنوا تمردي وعصياني ولكن أمي بشرية وأبي أحبها وأتى بها إلى بلوتو ولكنها أردت أن تعود لكوكبها لذلك بدأت تلك الحرب اللعينه، سأجعلك تتكلمين ولكن أريد شيء واحد فقط لا تصرخي وإن أردتي رحيلي سأرحل، ولكني لن أترك "روسلين" مهما حدث، بدأت "ميا" في الحراك ولكنها هي من كانت لا تريد ان تتحرك إنه فضائي من جنسهم كيف له أن يقع في حب "روسلين" بهذه القوة ويفضلها على أبناء جنسه، لقد أحيى ذكرى تشاو بقلبها مرة أخرى، تعلم أنه يقرأ افكارها لأنها باتت تقدر على سماع أفكاره، أذنت له بالانصراف وقد أعطته وعد أنها لن تقوم بأي شيء يؤذي علاقته مع "روسلين"، خصوصًا أن "روسلين" تحبه هي الأخرى، باتت حائرة جأت "روسلين" من الخارج، وأخبرت "ميا" أنها تريد رؤية "جاك"، ظلت ميا صامته، حتى قامت "روسلين" بالصراخ في وجهها حتى تفيق، تشعر "ميا" أن العالم يدور من حولها، أخبرت "روسلين" أنه فارق الحياة وأن كلامها كان صحيحًا، ثم أستأذنتها لأخذ بعض من الراحه وأخبرتها أنها تستطيع أن تقوم بالتجارب على "جاك" بمساعدة "أريان" لها، فرحت "روسلين" كثيرًا وذهب لتخبر "أريان" أنه سيعمل معها لحل هذا اللغز، جلست "ميا" تفكر في "تشاو" لماذا لم يقدر على العيش رغم أنه أحبها بصدق؟
هل كان يكذب عليها ولكنها أجرت عليه العديد من التجارب ربما حدث شيء أضعف منه ربما هي كانت نقطة ضعفه، ظلت تأنب نفسها على فعلتها وتتخطب برأسها الكلمات نعم أنا من كنت نقطة ضعفه كنت أستغل حبه لي لأجد حل لأنقذ هذا الكوكب، تبًا لي أنا من قتلته، حين شعر أنه لا يفرق لي ضعفت إرادته وضعف حبه لقد خزلته تبًا لي ليتني رحلت معه، ظلت تبكي لساعات طويلة، وظلت تفكر حتى علمت أنه لا يوجد حل سوا تدريبهم على العلو من قوة إرادتهم سأجلعهم يتمسكون بالحياة أكثر من قبل حتى نقدر على الصعود مرة أخرى، قامت "ميا" بتجميع الجميع أعطتهم جرعه من الثقة بنفسهم، جعلتهم يتمسكون بهذه الحياة أكثر وأكثر كان يشرف على قوتهم "أريان" ومعه "أرسلان"؛ لقد أعطاه من قوته حتى يقدر على مشاركته فى إعدادهم، في يوم ذهب "أريان" ومعه "روسلين" إلى "ميا" ليخبرها أنهم أصبحوا جاهزين بالأسلحة والجميع لديه القوة ليستطيع الخروج، دب القلق في قلب "ميا" لم تكن تعلم أن الوقت سيمر سريعًا هكذا وكأنها في سباق مع الزمن، ذهبت للتحدث مع الجميع وجدتهم على أتم الاستعداد فحزمت أغراضها وصعدت لأول مرة بعد أعوام كثيرة لا تقدر على عدها رأت الشمس، داعب وجهها الجميل نسمات الهواء النقية، أصبح الجميع ينظر للعشب على الأرض ونسمات الهواء التي تداعبهم مرحبه برجوعهم والشمس الدافئه التي تملئ جسدهم بالطاقة، تحمس الجميع للقدوم أكثر على تلك الحرب حتى لو أدت لهالكهم لكنهم لن يعودوا يعيشون تحت الأرض مرة أخرى، ظلوا يتحركون في الشوارع والطرقات لم يستطيع أحد انع يأتي بجانبهم، ولكن فجأه على صوت الصراخ، والطلاقات تدوي من فوقهم وكأن الفضائيون يريدون الخلاص منهم قبل ان يبدأو الحرب، كشف "أريان" عن وجه، توقف إطلاق النيران، أعتقدوا أنه أسير لديهم، وقف يعطي إشارات لأبناء جنسه، الجميع كان يقف مكانه لا يفهم شيء، عدا "أرسلان" فاهو يمتلك نفس قوة "أريان"، فقد فهم أنه يريد منهم السلام وعدم خوض هذه الحرب المميته، كان "أريستون" يشاهد كل شيء من بعيد، يعلم أنهم اقوى منه ويعلم ايضًا أن "أريان" هو الدرع القوي لديهم، كم كان يغار منه، وها هو الآن يتخلى عن كوكبه لأجل فتاة مثلما فعل والده في الماضي، وأتى بتلك المرأة و توجها على عرش بلوتو، كم هم نسل غريب يجب أن يتوقف، في وسط هذا الدوار الذي أصاب عقله، جاء إليه أحد أعوانه يدعى "ماريس" يخبره أن عدد كبير من جنسهم أنضم لصف "أريان" نزل هذا الخبر كالصاعقة على رأس "أريستون"، كيف حدث هذا يجب ان تبث الفتنه في داخلهم يجب أن يموت "أريان" هذا ما اراده "أريستون" لكن ما لم يكن يعرفه أن "ماريس" قد أنضم إلى "أريان" الجميع علم أنهم مخطأون، الكل له طبيعته حاول "ماريس" جذب أريستون للخارج لكنه لم يفلح، لكن الجميع أستخف بقدرة "أريستون" وظنوا أنهم قادرون على الفوز بدون حرب، كان "أريان" يجمع الجميع حوله إما إجبارًا له أو بسبب شعبيته وحب الجميع له، الجميع سعيد، ها هو والد "أريان" يرسل رساله لهم بإخلاء الأرض، ولكن عليهم إصلاحها أولًا والإعتذار من سكان الأرض، كان يفعل ذلك مجبرًا بسبب كثرة ثرثرة زوجتة لقد كان يحبها ولا يرد لها طلب، هاهي الحرب التي أشتعلت من أجل إمرأه أخمدت من أجل إمرأه، أمر "أريان" "ماريس" بأن يقتل "أريستون" حتى لا يكن عقبة لهم، صعد "ماريس" وبعد فترة ظهر ملطخ بدماء زرقاء، نعم دمائه لونها أزرق، لقد خان أحد من قبل، لا أحد يعلم من خان لقد عرفه الجميع بولائه لوطنه لما يكون لون دمائه أزرق، ولكن لم يعطي أحد بال لهذا وتم إصلاح كوكب الأرض من كل الدمار الذي حدث به، عادت الحياة كما بالسابق، قررت "روسلين" الذهاب مع "أريان" والعيش معًا بسلام، ها هي ميا تكتب أخر صفحة في مذكراتها وتذكر كم هي نادمة على موت تشاو، أغلقت أخر صفحة من مذكراتها وهي تنظر للسماء تتذكر أيامها التي أمضتها مع صديقة طفولتها"روسلين"، تتمنى أن تراها ولو للحظه، تعانقها وتخبرها كم هي وحيدة بدونها، على الجانب الآخر كان "ماريس" يجتمع كل يوم بأصدقاء "أريستون" ويتقرب كل يوم أكثر من الذي قبله "لأريان" لا أحد كان يعلم ماذا يحدث، أحدهم ذهب في يوم إلى "أريان" وأخبره أنه رأى "أريستون" لكن "أريان" أتهمه بالجنون، وظل باله مشغول بكل ما حدث وهل من الممكن أن يكون استخف بقدرة "أريستون" لكن قاطع تفكيره، خادمة "روسلين" سيدي إن حالة سيدتي صعبة والولادة متعسرة، لا نعرف هل ستنجو أم لا لكنها تريد رؤيتك، ذهب "أريان" مسرعًا لرؤية "روسلين" لكنها كانت تلفظ أنفاسها الأخيرة، أخبرته عدة أمور يجب أن تاتي بميا إلى هنا وأحذر من "ماريس" إنه هو نفسه"أري..." ولفظت أنفاسها الأخيرة قبل أن تكشف السر "لأريان" لكنها تركت كل شيء في مذكراتها لميا.
_تسنيم محمد/"أورلوف"
_مؤسسة الجريدة: إسلام إيهاب"أريَـام"
تعليقات
إرسال تعليق